في أي عمر سيقول طفلي كلمته الأولى؟
تختلف رحلة النمو والتطور من طفل لآخر، حيث يبدأ بعض الأطفال بنطق كلماتهم الأولى عند بلوغهم 8 أشهر، أما البعض الآخر فقد يتأخر نطقهم إلى عمر 15 شهراً تقريباً، لكن جميع الأطفال يبدؤون بنطق كلمات بسيطة مثل ماما أو بابا أو دادا وغيرها من الكلمات المتكررة في حياتهم اليومية.
من الضروري أن تستجيبي لمحاولة طفلكِ بالكلام بابتسامة وتشجيع مع النظر إلى عينيه ليفهم أنك قد سمعتيه، حيث أنّ انتباهك الكامل لطفلكِ سيعمل على تشجيعه وتوسيع مفرداته وتنمية مهاراته اللغوية بشكل مثالي.
ما هي مراحل النطق عند الأطفال؟
يجب أن تعلمي أنّ طفلكِ يمر بعدة مراحل قبل نطقه لكلمته الأولى، وفيما يلي نظرة على المراحل العمرية والإنجازات اللغوية التي سيقوم بها طفلكِ:
منذ الولادة - 6 أشهر
كما ذكرنا سابقاً، يصغي طفلكِ إليكِ وإلى الأصوات المحيطة به منذ عمر مبكر، وخلال الأشهر الأولى سيتعلم الطفل ربط الأصوات بمصادرها، أي أنه سيلتفت لمصدر الصوت ومن ثم سيتعلم مصدر الأصوات، مثل صوت أمه وأبيه وصوت الحيوانات الأليفة في المنزل وما إلى ذلك، ومن الضروري مراقبة الكلمات التي يتم تداولها أما الطفل، فهو يقوم بتعلم النطق من خلال تخزين الكلمات. منذ الولادة وحتى 6 أشهر يكون البكاء هو الوسيلة الوحيدة للطفل ليتواصل معكِ حول احتياجاته، وقد تلاحظين اختلاف البكاء أو الصراخ عند الجوع والتعب والألم، وبعد فترة وجيزة سيبدأ الطفل في استخدام لسانه وشفتيه لإخراج أصوات بسيطة وعشوائية.
4 أشهر - 6 أشهر
ستلاحظين بعض الفروقات البسيطة والمهمة في قدرات طفلكِ بين عمر 4 و6 أشهر، حيث سيبدأ بإصدار أصوات إضافية وأحرف مختلفة بطريقة عشوائية، كما وسيبدأ بالتعرّف على كلمات مألوفة مثل ماما وبابا وسيتعرّف على اسمه كذلك، فضلاً عن فهمه أنّ مزيج الكلمات الذي يسمعه يومياً يتكون من كلمات فردية.
7 أشهر - 12 شهراً
سيتعلم طفلكِ بعض الطرق الجديدة للتواصل اللفظي وغير اللفظي، وستلاحظين أنه سيبدأ في رفع يديه ليخبركِ بأنهم يريد شيئاً ما خلال الشهر التاسع، وسيحاول تقليد الأصوات التي يسمعها والإيماءات التي يراها كذلك، وفي بعض الأحيان ستكون هذه هي الفترة العمرية التي سيقول فيها كلمته الأولى، ومع مرور الأشهر سيكتسب مزيداً مزيداً من الأصوات والكلمات ليستطيع تكوين جمل كاملة.
كيف يمكنني مساعدة طفلي في تطوير قدراته اللغوية؟
نظراً لأنّ طفلكِ يستمع لكل ما تقولينه منذ مراحله العمرية الأولى، من المهم أن تبدئي بالحديث معه مبكراً والتواصل معه بالطريقة التي تفضلينها، حيث يمكنكِ سرد قصة ما أو شرح ما تقومين به أمامه وما إلى ذلك. فيما يلي نظرة على بعض النصائح لمساعدة طفلكِ في تنمية قدراته اللغوية:
تحدثي ببطء وبوضوح
سيلتفت طفلكِ لتعابير وجهك وحركة شفاهكِ عندما تتحدثين إليه، لذلك فإنّ التحدث ببطء وبوضوح سيساعد طفلكِ في الاستماع بشكل أفضل وتعلّم طريقة الكلام، ومن المهم أيضاً أن تقومي بتكرار بعض الكلمات السهلة مثل ماما وبابا أمامه واستخدامها في جملكِ باستمرار، وهنا يجدر بالذكر أنّ النظر إلى عيني الطفل أثناء الحديث معه من الأمور المهمة التي ستحسّن من قدرات التواصل لديه.
استخدمي الأسماء بدلاً من الضمائر
لتبسيط الأمور على الطفل ومساعدته في التعلم بشكل أسرع، ننصحكِ باستخدام الأسماء بدلاً من الضمائر أثناء حديثكِ معه، لأنّ ذلك سيجعله يربط بين الكلمات والأشخاص بطريقة أفضل وسيجعله يتعرّف على الشخص الذي تتحدثين عنه بمجرد سماع اسمه.
التكرار ثم التكرار ثم التكرار
لا شكّ بأنّ التكرار هو مفتاح النجاح عند تعلم واكتساب أي مهارة جديدة، وينطبق ذلك على الأطفال عند محاولة تعلم النطق، لذلك يجب عليكِ تكرار الكلمات التي تودين أن يتعلمها طفلكِ باستمرار، وعند الخروج والذهاب في نزهة أشيري إلى الأشياء واذكري أسماءها أمام طفلكِ باستمرار لأنّ ذلك سيعزز من فهم طفلكِ لكيفية ربط الكلمات بالأمور المحيطة بهم.
متى يجب زيارة الطبيب في حال تأخر طفلي بالكلام؟
ننصحك باستشارة الطبيب إذا لم يظهر طفلكِ علامات تطور متعلقة بالنطق خلال الفترات التي سيتم ذكرها تالياً:
- 4 إلى 7 أشهر: لا يصدر أصوات عشوائية وأحرف مبعثرة
- 12 شهراً: اقتصار قدرة الطفل على إصدار بعض الأصوات أو الإيماءات فقط
- 12-15 شهرا: غير قادر على نطق كلمات بسيطة مثل ماما ودادا
- 18 شهراً: تعذّر فهم كلمات وأوامر مثل "لا"
قد تشير هذه العلامات إلى صعوبات في السمع أو النطق أو مشاكل مثل تأخر في التعلم، لكن الطبيب المختص هو الوحيد القادر على تحديد المشكلة وحلها، لذلك لا تتأخري في زيارة الطبيب في حال لاحظتي تأخراً في القدرات اللغوية لدى طفلكِ.
ما هي المرحلة التالية؟
بعد أن ينطق طفلكِ بكلمته الأولى سيوسع مفرداته بشكل أكبر، والتي ستصل إلى 4 كلمات - 20 كلمة بحلول الشهر الخامس عشر، أما في عمر 18 شهراً فسيكون قادراً على تعلم كلمة جديدة كل أسبوع، وبعد ذلك ستتمكنين من إجراء محادثة كاملة مع طفلكِ والاستمتاع بسرد القصص معه بالإضافة إلى تشجيعه على تعلّم كلمات جديدة.