ما هي أسباب حدوث الحازوقة عند الأطفال الرضع؟
تعد الحازوقة رد فعل انعكاسي داخل الجسم، أي أنها مثل السعال أو العطس، وتحدث عند استنشاق الهواء إلى الرئتين وانقباض الحجاب الحاجز أو تشنجه، مما يجعل الهواء القادم يعلق ولا يدخل بشكل طبيعي، ويتسبب ذلك في الحازوقة. يتشنج الحجاب الحاجز عند الأطفال الرضع، وهو عبارة عن العضلة الكبيرة التي تقع فوق الرئتين، لعدة أسباب. وفقاً للخبراء، يمكن أن يحدث ذلك بسبب العصب الذي يربط الدماغ بالحجاب الحاجز، وتشتمل الأسباب الأخرى على ما يلي:
- التغذية: عند يأكل طفلكِ كثيراً أو بشكل سريع أو يبتلع في الوقت الخاطئ أو يدخل الكثير من الهواء إلى الرئتين أثناء تناول الطعام، فإنّ معدته تتوسع وتضغط على الحجاب الحاجز ويحدث التشنج نتيجة ذلك.
- الارتجاع المعدي المريئي: يمكن أن تحدث الحازوقة نتيجة الارتجاع المريئي، وهي حالة صحية شائعة عند العديد من الأطفال الرضع. يحدث ذلك تحديداً عندما يعود الطعام غير المهضوم وحمض المعدة عبر أنبوب الطعام، وعند تتدفق عبر الحجاز الحاجز يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهيجه وتشنجه.
- درجة الحرارة: إنّ أي تغير مفاجئ في درجة حرارة الطفل يمكن أن تتسبب في حدوث الحازوقة.
- الحماس أو التوتر: إن كان طفلكِ متحمساً أو متوتراً فإنّ ذلك قد يتسبب في حدوث الحازوقة.
على الرغم من الارتباط الوثيق بين الحازوقة والتنفس، أظهرت الدراسات أنّ الحازوقة لا تتسبب في أي تغييرات في أنماط التنفس والوظائف المهمة الأخرى مثل تشبّع الأكسجين أو معدل ضربات القلب.
كيف أمنع الحازوقة من الحدوث لطفلي؟
نظراً لكون الحازوفة ردة فعل انعكاسية مثل العطسة أو السعال، ليس هناك أي طريقة لإيقافها تماماً، وفي المتوسط فإنّ الأطفال حديثي الولادة يقضون ما يقارب 2.5% من وقتهم وهم مصابون بالحازوقة، ويقل ذلك تدريجياً مع نموهم، لكن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لتقليل حدوثها لدى الأطفال وتقليل الانزعاج الذي يمكن أن يصاحبها:
تتبعي توقيت حدوثها
قومي بتتبع عدد المرات التي يصاب فيها طفلكِ بالحازوقة وراقبي الأمور التي تسبقها مثل التغذية أو ارتفاع الحرارة أو الرضاعة وما إلى ذلك، فمثلاً إن لاحظتي أنّ الحازوقة تحدث بعد الرضاعة مباشرة فقد يعني ذلك أنّك تطيلين فترة الرضاعة أو تضعين طفلكِ بوضعية خاطئة. إنّ معرفة محفزات الحازوقة سيساعدكِ في تصحيح المسار والتقليل من حدوثها.
اتبعي تقنيات التغذية السليمة
كما ذكرنا سابقاً، يمكن للإفراط في تناول الطعام أو الرضاعة أو تناول الطعام بسرعة أن تكون من أسباب الرضاعة، ولتجنب ذلك، اتبعي تقنيات التغذية السليمة واحرصي إعطاء طفلكِ كميات مناسبة من الطعام وعدم الإفراط في الرضاعة. كذلك، تأكدي من أنّ فم طفلكِ مغلق تماماً وبشكل صحيح على الحلمة أثناء الرضاعة لتجنب دخول الهواء أثناء تناول الحليب. من تقنيات التغذية السليمة الأخرى التي يجب وضعها في الحسبان التأكد من أنّ طفلكِ الصغير هادئ أثناء الرضاعة، ولا تنتظري حتى يشعر بالجوع الشديد ويبدأ بالبكاء والصراخ، وبعد كل وجبة، تأكدي من إبقاء طفلكِ جالساً وهادئاً لبعض الوقت، ويجب تجنب اللعب معه بشكل يسبب تحريك جسده بشكل كبير مباشرةً بعد الرضاعة.
ساعدي طفلكِ على التشجؤ
من الأمور المهمة التي سيخبركِ بها الطبيب هي أن تحصري على مساعدة طفلكِ في التشجؤ بعد كل وجبة أو رضاعة، لأنّ ذلك سيساعد في خروج الهواء الزائد من المريء، وبالتالي فإنّ ذلك سيقلل من فرصة حدوث الحازوقة.
قومي بتغيير زجاجة الرضاعة
إذا كان حدوث الحازوقة يرتبط بالفترات التي يقوم فيها طفلكِ بالرضاعة من الزجاجة، تحققي من الزجاجة لمعرفة ما إذا كانت تحبس الهواء بالقرب من الحلمة أو تدخل هواءً إضافياً، إذ تختلف التصاميم وقد لا يناسب بعضها فم طفلك. قومي بتجربة علامات تجارية أو أنواع مختلفة لضمان تجربة أكثر سلاسة لطفلك.
كيف أقوم بإيقاف الحازوقة عند حدوثها لطفلي؟
تنتهي الحازوقة بشكل مفاجئ تماماً كما بدأت، لكن إن لاحظتي أنّ الأمر مزعج لطفلكِ أو إن بدأ بالبكاء بسببها، اتبعي ما يلي: التربيت أو تدليك الظهر بلطف حاولي التربيت أو فرك ظهر طفلكِ بلطف تماماً كما تفعلين عند مساعدته في التجشؤ، حيث سيساعد ذلك في إزالة الهواء الزائد والتخلص من الحازوقة، وحتى إن استمرت بعد ذلك فإنّ التربيت أو تدليك الظهر بلطف سيخفف من انزعاج الطفل بشكل ملحوظ. قومي بتعديل وضعية طفلكِ أثناء الرضاعة أو تناول الطعام احرصي على أن لا يكون طفلكِ مستلقياً أو بشكل مسطح بالكامل أثناء الرضاعة أو تناول الطعام، ويمكنكِ أن تساعديه على الجلوس لفترة من الوقت، ورغم أنّ ذلك قد لا يتسبب في إيقاف الحازوقة بشكل فوري إلا أنه سيساعد في ذلك. استخدمي اللهاية قدمي لطفلكِ لهايته المفضلة أثناء حدوث الحازوقة، حيث أنّ حركة الفم التي تحاكي الرضاعة يمكن أن تقلل من تشنجات الحجاب الحاجز وتوقف الحازوقة. قومي بتهدئة طفلك إن كان طفلكِ يبكي أو يشعر بالانزعاج من الحازوقة، قومي بتهدئته وتحويل انتباهه إلى شيء يحبه مثل الألعاب والدمى، أو قومي بحمله ورددي أغنيته المفضلة، وتجنبي إعطاءه الماء رغماً عنه أو محاولة جعله يحبس أنفاسه أو أي من هذه الطرق التي يمكن أن يقوم بها الكبار.
متى يجب مراجعة طبيب الأطفال؟
في معظم الأحيان، لا تسبب الحازوقة أي انزعاج للأطفال، ولا تستمر لفترة طويلة. إن لاحظتي أنّ طفلكِ يعاني من انزعاج كبير أو ألم أثناء حدوث الحازوقة، أو إن استمرت الحازوقة لفترة طويلة، قومي بمراجعة الطبيب، حيث إنّ ذلك يمكن أن يحدث علامة على مشكلة صحية تتطلب عناية طبية.
إن كان طفلكِ يعاني من الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، فسوف تظهر عليه أعراض أخرى مثل القيء والسعال والتهيج والبكاء وتقوس الظهر خاصة أثناء الرضاعة أو بعدها. في حالات نادرة، تسبب الحازوقة صعوبة في التنفس ويتحول لون البشرة إلى الأزرق، وهنا يجب الاتصال بسيارة إسعاف للحصول على المساعدة الطبية اللازمة.
في النهاية، حازوقة الأطفال هي حالة شائعة ولا تدعو للقلق في معظم الأحيان، ويمكن التخفيف منها من خلال خلق بيئة مريحة وآمنة طفلكِ، أهمها اتباع تقنيات التغذية السليمة، وبطبيعة الحال يمكنكِ دائماً استشارة طبيب طفلكِ بشأن أي تساؤلات أو استشارات. تذكري أنّ الأمومة هي رحلة جميلة مليئة بالأوقات الرائعة والتحديات كذلك، وفريق ماماز اند باباز موجود هنا ليقدم لكِ معلومات مفيدة تساعدكِ وتساعد طفلكِ في كافة نواحي الحياة.